الأحد، 22 فبراير 2015

اغتصاب اطفال الامارات وابتزازهم

أمام وكيل نيابة الأسرة في أبوظبي، جلس الصغير يسرد وقائع الجريمة التي ارتكبت في حقه.
بدأت القصة من خلال لعبة جماعية كان يلعبها عبر شبكة الإنترنت، وفي هذه اللعبة تجري معاملات يستعين فيها اللاعبون ببعضهم، ويتواصلون لهذه الغاية، فلم يتوجس من تواصل أحدهم معه لطلب تبادل نقاط مع مميزات في اللعبة، وخلال ذلك، سأله الآخر عن اسمه وعمره ومكان إقامته، فأجابه بصدق، وادعى اللاعب الآخر أنه من نفس العمر، وتعددت الحوارات بينهما، إلى أن طلب منه صورة له ليعرفه، ولم يجد الفتى بأساً من ذلك، فأرسل له صورة اختارها من مجموعة الصور التي يحتفظ بها في هاتفه، ثم طلب منه رقم هاتفه ليحادثه مباشرة، فقد أصبحا أصدقاء، فوافق الصغير، وكانت هذه هي بداية مأساته.
تهديدات بالفضيحة
فوجئ الفتى بعد ذلك باتصال من نفس الشخص الذي تبين أنه من مدينة أبوظبي أيضاً، وأنه أكبر منه بكثير، وكان يهدده بنشر صورته واسمه في جميع المواقع على أنه فتى منحرف، وأنه يمارس سلوكيات غير طبيعية، وقال إنه سيضع رقم هاتفه ليكون وسيلة للتواصل مع من يريد أن يشاركه انحرافه، خاف الفتى من أن يصبح في مكان ازدراء الآخرين، وأن يعرف عنه ذلك وهو بريء منه، وأخذ يرجوه بألا يفعل، فانتهز المتصل الفرصة واشترط عليه بأن يصور نفسه عارياً ويرسل له الصورة، وإلا فلا مفر من الفضيحة.
ولم يجد الطفل الصغير بداً من تنفيذ الطلب الذي تكرر بأشكال مختلفة، ثم فوجئ بآخر يتصل به أيضاً، ويطلب منه أيضاً أن يصور نفسه صوراً ثابتة وفيديو، وكان الفتى ينصاع لهما، ومع ذلك قاما بتداول صوره مع أصدقائهما، وعرف بها كثيرون، فظنوا به السوء، وأصبح محل سخرية وازدراء زملائه في المدرسة والحي، فما عاد يطيق الخروج من غرفته أو محادثة أي إنسان، وتدهور مستواه الدراسي، واعتلّت صحته لعزوفه عن الطعام.
أشهر مضت وهؤلاء الشبان يتلاعبون به، ويعمدون إلى إذلاله والحط من كرامته، وهو منصاع لهما من شدة خوفه وقلة خبرته، وبعد فترة طلبوا منه أن يساعدهم على التواصل مع أحد أصدقائه، وإلا فإنهما سيرسلون صوره وأفلامه العارية إلى والده، فما كان منه إلا أن ذهب مستنجداً بجاره وصديقه المقرب، وصارحه بما يحدث له، ثم طلب منه مساعدته بأن يحادثهم حتى لا ينفذوا تهديدهم، وبالفعل، وافق صديقه على تقديم هذه المساعدة له، وأضافهم على برنامج المحادثة الخاص به، حادثهم لأول مرة.
وفي المساء، قام والد صديقه كما اعتاد بفحص هاتف ابنه، ولاحظ إضافة أشخاص جدد، وعندما فتح المحادثات، شعر بأن هناك شيئاً غامضاً بين السطور، فنادى ولده طالباً تفسير لهذه المحادثات ومعرفة شخوص الأفراد المضافين، عندئذ صارح الفتى والده بكامل القصة، وأنه يحادث هؤلاء الشباب لمساعدة صديقه.
وبفحص أجهزة الأطفال، تم التوصل للشبان الذين يحادثونهم، وكانوا ثلاثة، تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة والتاسعة عشرة، وأسفرت التحقيقات عن قيام اثنين منهم بمحادثة الأطفال وتهديدهم، إضافة إلى حيازة الصور والتسجيلات الخاصة بالمجني عليه الأول، بينما اقتصرت تهمة الشاب الثالث على حيازة الصور.
وبناء على التحريات واعتراف المتهمين، تم إحالة اثنين من المتهمين إلى محكمة الجنايات بتهم تحسين المعصية والتهديد باستخدام أجهزة الاتصال الحديثة، وحيازة صور وتسجيلات خاصة بقاصر، وانتهاك خصوصية الغير، وأحيل المتهم الثالث إلى محكمة الجنح، لأن تهمته تقتصر على حيازة الصور.
وبينما ينتظر المتهمون الثلاثة حكم القضاء فيهم، تم توجيه المجني عليه للحصول على برنامج علاجي طويل، كي تعود له ثقته بنفسه، ولتشفى جراح روحه وكرامته.

ضمن التعاون القائم بين »البيان« ودائرة القضاء في أبوظبي، تنشر الصحيفة صباح كل أحد قصصاً من أروقة القضاء، بهدف نشر التوعية بين الناس.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية